چکیده:
کانت ميّ زیادة كاتبة و أديبة تتمتّع بعقلية نادرة و قدرة فائقة في الکتابة و الخطابة، لقّبها أدباء عصرها بالنابغة. نشطت ميّ نشاطا ملموساً في الحقل الأدبي، فکانت تکتب في الصحف و المجلات بالعربية و الفرنسیة و الإنکلیزیة تترجم و تخطب وإلی جانب نشاطاتها الصحفیة و الأدبیة کانت تشارك في الحرکة النسائیة. تدعو بنات جنسها إلى ألّا یضیّعن حقّ الأنوثة أو یغفلن واجبات الأمومة. بدأت تکتب و تحاضر حول المجتمع والمرأة و الجهل و المعضلات الاجتماعیة الأخری وابتدعت في أسلوبها الأدبي طریقا سهلا و سلسا واضحا یعبّر عن معاناة الإنسان العربي في هذا العصر، و عندما نقرأ خطبها نشعر بثقافتها المتینة و تقدیسها لرسالة المرأة و الرجل في الأسرة و المجتمع و العالم و عند قراءة مقالاتها الوجدانیة التي کتبتها بسویداء قلبها الکبیر، یهتزّ قلب القارئ و تسمو الروح و تتجلي لنا شخصیة ميّ الأدبیة وإدراکها العمیق للنفس الإنسانية. یتناول المقال التالي حیاة هذه الأديبة و أنشطتها الأدبیة و بخاصة أفکارها حول المرأة والرجل.
خلاصه ماشینی:
بدأت تکتب و تحاضر حول المجتمع والمرأة و الجهل و المعضلات الاجتماعیة الأخری وابتدعت فی أسلوبها الأدبی طریقا سهلا و سلسا واضحا یعبر عن معاناة الإنسان العربی فی هذا العصر، و عندما نقرأ خطبها نشعر بثقافتها المتینة و تقدیسها لرسالة المرأة و الرجل فی الأسرة و المجتمع و العالم و عند قراءة مقالاتها الوجدانیة التی کتبتها بسویداء قلبها الکبیر، یهتز قلب القارئ و تسمو الروح و تتجلی لنا شخصیة می الأدبیة وإدراکها العمیق للنفس الإنسانیة.
»(المقدسی،1973: 11) نعم و هکذا یمکن القول: کان الوضع الاجتماعی فی عصرأدیبتنا و الأهم من کل هذا هو الجهل و الأمیة السائدة بین عامة الناس و تأثیرالجو الاجتماعی المتخلف علی أهل العلم و تضرر القیم الأخلاقیة ولکن مع هذا بدأ تیار جدید یدعو إلی النهضة و الخروج من هذا الجمود الفکری نتیجة الاحتکاک بالحضارة الغربیة و«قد دخلت المرأة معارک حریتها بنفسها و انتقلت معارکها من مجرد حرکة أوروبیة فی القرن التاسع عشر إلی حرکة عالمیة شملت مناطق عدیدة من العالم.
هکذا یبین منصور فهمی نجاحها فی رسالتها الأدبیة: «إن النجاح کتب لمی فی أداء رسالتها الأدبیة، ذلک لأن میا عاشت فی عصر تقدمت فیه النهضة النسائیة من حیث فک القیود و کسر الأغلال التی تقیدت بها المرأة فی هذا الماضی القریب و مع أنها هی نفسها انطلقت من هذه القیود استجابة لداعی التطور و وفقا لحاجات العصر، التی کانت لابد انتحالها من هذه القیود فإنها بالرغم من ذلک، دعت بنات جنسها ألا یتمادین وراء هذه الحدود وألا یسرعن فی الاندفاع و التهور، فأرادتهن ألا یبالغن فی الکفاح السیاسی، کما أرادتهن ألا یضیعن حق الأنوثة أو یغفلن واجبات الأمومة، فکانت رسالتها فی الحق دعوة مخلصة لأخواتها فی الجنس و زمیلاتها فی الأنوثة و کان سبیلها فی الدعوة، الکتابة.