خلاصه ماشینی:
وبناءً علىٰ هذا فقد تطرّقت في هذا البحث إلىٰ التعريف بهذه النسخة وإماطة الستار عن شخصية المؤلّف الذي أُخِذَت منه تلك الحواشي التفسيرية في هذه النسخة والذي أحتمل أن يكون ضياء الدين أبا الرضا السيّد فضل الله الراوندي (كان حيّاً سنة 571 هـ)، ومن بين أهمّ الخصائص التي امتازت بها هذه النسخة هو ما دوّن في آخرها حيث جاء فيه أقدم نقد علىٰ الرواية المعروفة في جمع القرآن القائلة بأنّ القرآن تمّ جمعه في زمن أبي بكر من قبل زيد بن ثابت، وهذا النقد هو لأحد أعلام الشيعة في القرن السادس الهجري، وهو مدوّن في نهاية هذه النسخة مع العديد من الملحقات في علوم القرآن.
يتبيّن من خلال المعالم الظاهرية لنسخة المجلس: أنّ هذه النسخة ـ ومنذ بادئ الأمر من كتابتها ـ إنّما أعدّت من أجل تدوين الحواشي التفسيرية لعالم من علماء الشيعة في القرن السادس الهجري، وكما ذكرنا آنفاً أنّ هناك نسخة أخرىٰ تحتوي علىٰ نفس هذه المميّزات وبنفس الخطّ يحتفظ بها في مكتبة آستان قدس في العتبة الرضوية ولم يتبقّ منها سوىٰ مقاطع من سورة البقرة، وآل عمران، والنساء، والممتحنة، وهذا يعني: أنّ الناسخ قام باستنساخ أكثر من نسخة واحدة، فتعدّدت نسخها وجاءت علىٰ نسق واحد من قبل نفس الكاتب، والذي أحدسه وأخمّنه هو أنّه ربّما يكون هذا العمل قد أنجز في مدارس مثل المدرسة المجدية في كاشان الذي كان قد بناها الوزير الشيعي مجد الدين أبو القاسم عبيد الله بن الفضل بن محمّد الكاشاني (ت 535هـ)() وسلّم توليتها ومقام التدريس فيها بعد أن تمّ بناؤها إلىٰ أبي الرضا السيّد فضل الله الراوندي().