خلاصه ماشینی:
ومن خلال ما ذكرته من مقدّمات وتوضيحات سأبيّن الأدلّة علىٰ عدم صحّة انتساب كتابة المصاحف للأئمّة ^ في سبع نقاط: ألف: كان المصحف العثماني ـ أو المصاحف التي تمّ استنساخها علىٰ مصحف عثمان ـ في متناول أيدي الناس لفترة طويلة من الزمن في مختلف البلاد الإسلامية كالبصرة، والكوفة، والشام، والمدينة، وتوجد بين أيدينا اليوم نصوص تاريخية عديدة من علماء القرن الثاني إلىٰ القرن الخامس الهجري، قد أشاروا فيها بشكل مختصر أو مفصّل إلىٰ بعض مميّزات هذه المصاحف وذكروا ما رأوه منها بأمّ أعينهم، في حين لا يوجد رواية تاريخية تدلّ علىٰ مشاهدة اسم الإمام علي علیه السلام في نهاية نسخة من القرآن في هذه القرون، علماً أنّه حتّىٰ المصاحف غير العثمانية مثل مصحف ابن مسعود كانت متداولة آنذاك في الكوفة إلىٰ أمد طويل من الزمن، وقد ذكر ابن النديم نماذج منها في كتابه الفهرست، فكيف يمكن تصوّر أنّ الروايات التاريخية القديمة ومشاهدات علماء القرون الأولىٰ التي تذكر أدقّ المعلومات في شأن المصاحف العثمانية وغيرها لم تتطرّق إلىٰ أيّ معلومة عن نسخة من القرآن تحتوي علىٰ إمضاء أحد الأئمّة ^ وعن محتواها؟ ويبقىٰ هنا فرضية أو احتمال ضعيف وهو أن نقول: إنّه كان هناك مصحف أو عدّة مصاحف بخطّ الأئمّة ^ بين أصحابهم أو شيعتهم عرفت بهذا الانتساب واشتهرت به، ثمّ تمّ بعد ذلك تدوين هذه الشهرة بعبارة كتبه علي بن أبي طالب أو کتبه الحسن بن علي وأمثالها من قبل أحد الأصحاب في نهاية النسخة في قرون متأخّرة.